قرحة المعدة التي يطلق عليها اسم القرحة الهضمية في المجال الطبي، هي حالة سريرية للجهاز الهضمي حيث تنمو تقرحات أو بثور مؤلمة صغيرة إلى كبيرة على البطانة الداخلية للمعدة. هذا نوع مميز من القرحة الهضمية، وهو اسم عام للقرحة التي تحدث في العديد من الأعضاء المتعلقة بالجهاز الهضمي. عادة ما يتم الخلط بين أعراض قرحة المعدة وأعراض التهاب المعدة أو نوع آخر من الأمراض، مثل التهاب الجهاز الهضمي. ومع ذلك، مع استمرار المشكلة تصبح الأعراض أكثر بروزا وعادة ما تكون الفحوصات الطبية مطلوبة.
المحتويات
أنواع قرحة المعدة
تصنف المعدة على نطاق واسع إلى أربع مناطق رئيسية، جنبا إلى جنب مع عضلات المصرة عند فتحات العضو. اعتمادا على موضع القرحة، يمكن تصنيف قرحة المعدة إلى أربعة أنواع. هناك أربعة أنواع متميزة من القرحة يتم تصنيفها على أساس موقع المنطقة المصابة:
- قرحة المعدة من النوع الأول: تحدث في غار المعدة فوق البواب مباشرة في منطقة الانحناء الأقل.
- القرحة المعدية من النوع الثاني: وهي الحالة التي يعاني فيها المريض من أعراض قرحة المعدة وكذلك قرحة الاثني عشر.
- قرحة المعدة من النوع الثالث: تحدث في منطقة البواب في المعدة وتحدث بسبب قلة إفراز العصارة المعدية.
- قرحة المعدة من النوع الرابع: حيث تتأثر منطقة القلب بالقروح.
قرحة المعدة من النوع الأول والنوع الرابع تحدث بسبب نقص إفراز العصارة المعدية في المعدة. عادة ما تكون الأعراض عبارة عن ألم وحرقان في البطانة الداخلية للعضو. ومع ذلك، فإن قرحة المعدة من النوع الثالث والنوع الثاني تحدث بسبب الإفراط في إفراز الإفرازات التي تميل إلى التهام الطبقة المخاطية للمعدة.
أعراض قرحة المعدة الشائعة
في البداية، يمكن الخلط بين القرحة والتهاب المعدة أو ارتجاع الحمض حيث لا تتم عملية الهضم بشكل صحيح عن طريق المعدة. ومع ذلك، فإن دراسة تفصيلية حتى لأصغر الأعراض ستكشف أن المشكلة المتعلقة بالمعدة هي حالة تطور القرحة. تتميز الأعراض الأولية بإحساس حارق في المعدة يشتد عند تناول الأطعمة الحارة أو الدهنية أو في حالة الصيام لفترة طويلة. مع اشتداد المرض، تتغير الأعراض أيضا، بدءا من آلام خفيفة إلى شديدة في المعدة وحتى الحمى. فيما يلي أعراض قرحة المعدة الأساسية:
- ألم خفيف بين الحجاب الحاجز وسرة البطن
- إنقاص وزن الجسم
- فقدان الشهية بسبب آلام المعدة
- غثيان وفي الحالات القصوى قيء
- الانتفاخ
- الشعور بامتلاء المعدة
- ارتداد الحمض أو التجشؤ
- حرقة في الصدر والمريء
- عادة ما ينحسر الألم بعد تناول شيء بارد مثل الماء المثلج والآيس كريم
- بشرة شاحبة
- براز داكن اللون غالبا مصحوب بالدم
- تقيأ أحمر أو بلون القهوة
أسباب الإصابة بقرحة المعدة
السبب المبدئي لحدوث القرحة في المعدة هو انخفاض عرض الطبقة المخاطية المصلية، مما يؤدي إلى هضم العصارة المعدية لخلايا البطانة الداخلية للمعدة، مما يؤدي إلى ظهور تقرحات وتشكيل بثور. ومع ذلك، هناك عدد من الأسباب إذا نظرنا إليها من زاوية أوسع.
أحد الأسباب الرئيسية لتطور القرحة في البطانة الداخلية للمعدة هو انتقال مرض التهاب الملوية البوابية. تسبب البكتيريا التي تعيش في الظهارة المخاطية للمعدة التهابا يؤدي في النهاية إلى تكوين القرحة. تعتبر بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري مفيدة جدا عندما يتعلق الأمر بحماية خلايا البروتين من عملية الهضم الذاتي، لكن شذوذها هو ما يسبب القرحة، ولا تزال أسباب ذلك غير معروفة.
إن استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات محظور في العديد من البلدان لأن تناولها لفترات طويلة قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابة بقرح شديدة في المعدة. تسببت الأدوية مثل نابروكسين والأسبرين وأدفيل والعديد من الأدوية الأخرى في التهاب البطانة الداخلية للمعدة، مما يؤدى إلى ظهور طفح جلدي وبثور صغيرة تنمو في الحجم مع مرور الوقت.
لا يؤدي تدخين السجائر بانتظام إلى الإصابة بالقرحة الشديدة فحسب، بل يؤدي أيضا إلى إبطاء العلاج من خلال تفاقم حالات المرض عن طريق التسبب في حدوث نزيف والتهابات.
يمكن أن يؤدي الاستمرار بدون طعام لساعات طويلة إلى حدوث تغييرات بطيئة في إفراز العصارة المعدية. إذا استمر هذا لفترة طويلة، فسيكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالقرحة حيث تضر العصارات المعدية بخلايا المعدة في حالة عدم وجود طعام.
كيف يتم تشخيص قرحة المعدة؟
في البداية يتم تشخيص المرض فقط من خلال تحديد الأعراض، بشكل أساسي من خلال الملاحظة المطلقة. ومع ذلك، إذا لم تقلل الأدوية من الحالة وتخفيف الألم، يتم إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من أن المريض يعاني من قرحة في المعدة وأيضا لمعرفة موضع ومدى المنطقة المصابة. فيما يلي الفحوصات الطبية المفضلة التي يوصي بها أطباء الجهاز الهضمي:
- اختبار فحص للبكتيريا: في هذا الاختبار، يتم فحص وجود بكتيريا في المعدة عن طريق البراز أو الدم أو التنفس، التي تعد واحدة من الأسباب الرئيسية للقرحة. من بين الثلاثة، يعد اختبار التنفس هو الفحص الأكثر فعالية حيث يطلب من المريض أن يأكل أو يشرب شيئا يحتوي على الباريوم، وهو نظير مشع للكربون. يقوم الكائن الدقيق بكسر هذا وسيتم العثور على آثاره في نفس المريض بعد ذلك.
- المنظار الداخلي: وهي طريقة للفحص المعملي حيث يتم إدخال أنبوب صغير مزود بكاميرا في نهايته الأمامية في المريء عبر الفم. يوصل الأنبوب إلى تجويف المعدة وتعرض الكاميرا الصورة من الداخل. سيتم رؤية أي تطور للقرحة على الكمبيوتر وستكون المعرفة حول حالته موجودة أيضا وغالبا ما يتبع التنظير اختبار الأنسجة والخزعة.
- اختبارات الجهاز الهضمي العلوي: عندما يتعرض الجهاز الهضمي العلوي للشخص للأشعة السينية، يمكن تتبع مكان وشدة القرحة عند ابتلاع مركب الباريوم. يلطخ السائل الأبيض البطانة الداخلية، مما يجعل البثور أكثر بروزا.
علاج قرحة المعدة
يمكن علاج أعراض قرحة المعدة إذا تم إعطاء الأدوية المناسبة للمريض في الوقت المناسب.
- أدوية المضادات الحيوية لقتل بكتيريا الملوية البوابية: حيث أن البكتيريا يمكن قتلها وحصرها بهذه الأدوية، فيمكن قتلها باستخدام المضادات الحيوية. في هذه الحالة، يصف الطبيب مجموعة من المضادات الحيوية اعتمادا على المنطقة التي يعيش فيها المريض وكذلك على مستوى تحمل المضادات الحيوية. يفضل استخدام تركيبات أموكسيسيلين وكلاريثروميسين وميترونيدازول وتتراسيكلين والعديد من الأنواع الأخرى لأنها فعالة جدا في قتل البكتيريا إلى جانب وصف الأدوية الأخرى لتقليل آلام المعدة والارتجاع الحمضي والمشاكل المرتبطة بها.
- تناول حاصرات إفراز الحمض: توصف مثبطات مضخة البروتين لحجب الخلايا المسؤولة عن إفراز الحمض في المعدة. هذا يعزز التئام الأنسجة التالفة بالفعل في حالة عدم وجود العصارة المعدية. يفضل الأطباء مثبطات مضخة البروتون مثل إيزوميبرازول وأوميبرازول وبانتوبرازول ولانسوبرازول.
- مضادات الحموضة ومركبات الهيستامين: كل من مضادات الحموضة والهيستامين فعالة في علاج القرحة. تعمل أدوية الهيستامين على تقليل تدفق الحمض في المعدة بينما تساعد مضادات الحموضة في تحييد تأثير الحمض على البطانة الداخلية، وهذا بدوره يسمح للأنسجة التالفة بالشفاء من خلال انقسام الخلايا.
- تساعد الأدوية مثل الميزوبروستول في حماية الطبقة المخاطية للمعدة عن طريق تكوين طبقة مخاطية فوقها. هذا يحمي الخلايا الداخلية من عمل العصارات المعدية، وبالتالي يمنع القرحة من التفاقم.
- العلاج الجراحي: في الحالات التي تتكرر فيها القرحة حتى بعد العلاج المناسب مع تدهور علامات المرض، قد يصف الأطباء استئصالا جراحيا لجزء النسيج المصاب. يتم إجراء الخزعة بشكل عام لمعرفة ما إذا كانت الخلايا المصابة سرطانية بطبيعتها أم لا ويتم تكييف المزيد من الأدوية وفقا لنتيجة اختبار الخزعة.
- بخلاف أي إجراء طبي، من الممكن علاج قرحة المعدة بالعسل، حيث يمكن تناول أنواع العسل الراقية مثل عسل مانوكا الذي يتوفر في نيوزيلندا وأستراليا، بجرعات محددة على الريق وقبل الوجبات حتى يتم تبطين جدار المعدة. من الممكن توفير هذه الأنواع من العسل في كثير من البلدان العربية أيضا، وكذلك يمكن استعمال عسل الصدر والعسل الجبلي المضمون.
الوقاية من قرحة المعدة
فيما يلي الإجراءات الوقائية لقرحة المعدة:
- يجب تجنب الأطعمة التي قد تسبب تهيج المعدة، حيث يحدث التهيج على الأرجح نتيجة التدفق الكبير لعصارة المعدة وبالتالي يتسبب في إلحاق الضرر بالخلايا أثناء العملية. يجب تجنب تناول الكثير من الأطعمة الزيتية أو الغنية بالتوابل في النظام الغذائي المعتاد.
- يجب تجنب التدخين بشكل صارم إذا كنت تعاني من حرقان في معدتك أو إذا تم تشخيصك بالفعل بالقرحة. لن يؤدي النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى إلا إلى تفاقم الوضع، مما يجعل من الصعب على العلاج إظهار تأثيره.
- على الرغم من أن تناول الكافيين أو الكحول لا يرتبط مباشرة بتطور قرح المعدة، فإن الحفاظ على استهلاكها عند الحد الأدنى سيبقيك في الجانب الآمن. وذلك لأن الأدوية يمكن أن تؤدي إلى تكون القرحة إذا تم تناولها بكميات كبيرة بشكل منتظم.
- يجب حظر تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل صارم ما لم يكن هناك حالة طارئة. الأدوية ضارة للغاية لأنها تسبب التهابات في البطانة الداخلية للمعدة وهذا هو سبب حظر استخدام العقار في معظم الدول الغربية.
- يمكن أن تؤدي مستويات الإجهاد إلى إفراز المزيد من العصارة المعدية نتيجة الأدرينالين. هذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور بثور متقرحة في البطانة الداخلية للعضو. في مثل هذه الحالات، من المستحسن مراجعة الطبيب الذي يمكنه تقديم المشورة المناسبة.
مضاعفات قرحة المعدة
على الرغم من ندرة المضاعفات في حالة قرحة المعدة، إذا لم يتم علاج الحالة على الفور، فسيكون المريض دائما أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات.
- النزيف: يحدث هذا بشكل عام عندما تتطور القرحة بالقرب من وعاء دموي، مما يؤدي إلى أعراض القرحة النازفة. يمكن أن يكون النزيف بطيئا، مما يؤدي إلى فقر الدم وحالات مرضية أخرى أو يمكن أن يكون النزيف سريعا أو يتقيأ أحمر أو بني أو براز ملون.
- الانثقاب: في هذه الحالة يمكن للبكتيريا أن تتسبب في كسر بطانة المعدة مما يؤدي إلى انتشار العدوى إلى طبقة الغشاء البريتوني في المعدة. تعرف هذه الحالة بالتهاب الصفاق حيث يمكن أن تنتشر العدوى إلى الدم مما يؤدي إلى فشل الأعضاء وتسمم الدم.
- انسداد مخرج المعدة: حيث تسد القرحات أو الخلايا الملتهبة مسار المرور الطبيعي للطعام على طول المعدة. هذا عادة ما يؤدي إلى الانتفاخ والغثيان والقيء وقد يؤدي إلى فقدان الشهية.
في جميع الحالات، عادة ما يتم فحص مدى المضاعفات عن طريق التنظير الداخلي الذي يتم إجراؤه تحت رعاية اختصاصي طبي. يمكن أن يعالج الدواء المناسب في الوقت المناسب الحالة، وبالتالي يمكن تحقيق الوقاية من المزيد من المضاعفات. لا يمكن علاج القرحة إلا من خلال الرعاية المناسبة والاهتمام مع اتباع نظام غذائي سليم وتقييد الأدوية.