عملية تكميم المعدة تعتبر من الإجراءات التي تتطلب الكثير من العمل الدقيق قبل العملية وبعدها، وذلك لتفادي أي مشاكل أو مضاعفات قد تنتج عن سوء التخطيط أو عن عدم اتباع التعليمات ما بعد الجراحة. يقوم الجراح بشكل عام بتعديل شكل المعدة جراحيا، وهو أمر يجب ألا ينساه المريض. بناء على ذلك، ستتم عملية جراحية كبيرة في المعدة وهو أمر يحتم حدوث بعض الأعراض الجانبية الطبيعية أثناء الاستشفاء واستعادة العافية. من أشهر هذه الأعراض التي يجب أن تحدث لجميع المرضى ألم المعدة بعد التكميم وكذلك حدوث بعض التغيرات في شكل ولون البراز بعد التكميم.
لا يمكن أن يصرح أي جراح بعدم وجود ألم بعد العملية أو انتظام شكل البراز ولونه، لأن هذه الأعراض طبيعية نظرا لتغير طبيعة وشكل المعدة نتيجة للإجراء الجراحي. لكن الأمر الذي سيكون محل مناقشة الطبيب ويجب أن يقلق المريض هو زيادة حد الألم واستمراره لفترات طويلة بعد العملية بما يجعل الإجراء موضع استفهام. في هذه الحالة، سيتوجب أن يتابع المريض حالته مع الطبيب الذي أجرى له العملية عن قرب، وعمل بعض الإجراءات العلاجية والاختبارات الأساسية للكشف عن سبب استمرار ألم المعدة بعد التكميم. وكذلك يجب إجراء بعض التحاليل المختبرية للتعرف على سبب تغير لون البراز بعد التكميم للتأكد من أن العملية ليس بها أي مشاكل أو خلل يعيق من عمل الجهاز الهضمي بشكل سليم.
أسباب ألم المعدة بعد التكميم
من المعروف أن عملية تكميم المعدة هي طريقة فعالة للمرضى الذين يعانون من السمنة للتغلب على مشاكل الوزن. وهو إجراء ينطوي على جعل المعدة أصغر بكثير من المعتاد، مما يمنع المرضى من الإفراط في تناول الطعام. إذا كنت تفكر في إجراء عملية جراحية في المعدة، فإن خطوتك الأولى هي زيارة عيادة فقدان الوزن حتي تساعدك على فهم ما يمكن أن تتوقعه خلال عملية الاستشفاء بعد تكميم المعدة.
يمكن أن تتوقع البقاء في المستشفى لمدة يوم إلى يومين بعد جراحة تكميم المعدة. خلال هذا الوقت، يمكن تناول أدوية الألم لمنعك من الشعور بعدم الراحة. تأكد من إبلاغ فريق الرعاية الصحية الخاص بك إذا لم يتم التحكم في الألم بشكل جيد. عندما تعود إلى المنزل، سيكون لديك وصفة طبية لمسكنات الألم حتى تتمكن من السيطرة على الألم الذي يحدث بشكل طبيعي بعد العملية. تأكد من اتباع تعليمات الجرعة بعناية حتى لا تضر بمعدتك التي ستكون مختلفة الشكل والوظيفة.
تخيل أن معدتك قد تم قص جزء كبير منها للحصول على معدة أصغر لاستيعاب كمية طعام أقل. سيكون من الطبيعي حدوث ألم بعد التكميم خلال الأيام القليلة الأول على وجه الخصوص. ولهذا يكون من التقليدي تناول مسكنات الألم التي يصفها الطبيب حتى يتم السيطرة على أي انزعاج بعد العملية. إذا استمر ألم المعدة بعد التكميم لفترات أطول من المتوقع، على سبيل المثال سيكون هذا الألم غير طبيعي إذا استمر لفترة ما بعد شهر من العملية. سيكون من الواجب البحث عن السبب الرئيسي لحدوث هذا الألم. لأن المعدة الجديدة التي تم قص جزء كبير منها سيكون من المفترض أن تكون قد التأمت بشكل كامل.
من أكثر الأسباب لاستمرا ألم المعدة بعد التكميم هو عدم التفات المريض إلى كمية الطعام التي يتناولها في كل وجبة. حيث تكون المعدة الجديدة ذات حجم صغير ولا تتقبل الطعام كثير الكمية كما كان في السابق. لذلك، إذا أصر المريض على تناول كميات من الطعام أكثر من التي حددها له الطبيب، وذلك خلال الحمية التي يتوجب الاستمرار عليها خلال العام الأول على الأقل، سوف تتمدد المعدة بشكل مؤلم.
يكون سبب هذا الألم أن المعدة الجديدة أصغر من حيث الحجم، وبناء على ذلك إذا كان هناك ضغط واقع عليها بسبب كثرة الطعام والماء، سوف تتمدد بشكل يوقع ضغط على الدبابيس التي تقفل المعدة. لذلك، تعتبر الحمية الغذائية وضبط كميات الطعام التي يتناولها المريض خلال فترة ما بعد تكميم المعدة مهمة للغاية في الحفاظ على حجم المعدة ودرجات خسارة الوزن وكذلك حمايتها من التمدد الذي من الممكن أن يسبب ألم كبير وضغط على المنطقة التي تم قفلها بواسطة الدبابيس الجراحية.
أيضا يوجد العديد من الأسباب الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار عند الحديث عن ألم المعدة بعد التكميم. في بعض الأحيان، تختلف كمية إفرازات العصارة الهضمية في المعدة بسبب تغير شكل وحجم المعدة. هذا الاختلاف سوف يؤثر على طريقة تعامل العصارة مع الطعام، مما قد يسبب سوء الهضم وتكتل الطعام في حقيبة المعدة لفترة طويلة. هذا التكتل من الوارد أن يسبب ألم وضغط ملحوظ وانزعاج بعد تناول الوجبات على وجه التحديد. في بعض الأحيان، تتغير طرق إفراز العصارة الهضمية لدرجة أن المعدة لا تكون قادرة على التعامل مع الطعام بالشكل السليم. هذه المشكلة قد تتفاقم محدثة قرحة المعدة، وهي تعتبر من أكثر المشاكل التي تسبب ألم كبير ومستمر لفترات طويلة.